هاشم الرزقابي المدير العام
رقم العضوية : 01 عدد المشاركات : 112 تاريخ التسجيل : 26/01/2010
| موضوع: من هم أصحاب ألأخدود؟؟ الأحد يوليو 11, 2010 3:37 pm | |
| يقول الله تعالى فى سوره البروج( قتل اصحاب الاخدود.النار ذات الوقود.اذ هم عليها قعود.وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ".)صدق الله العظيم آية رقم (4/9) هذه القصة القرآنية البليغة لجماعة من المؤمنين الصادقين، ثبتوا على ايمانهم واخلاصهم العبادة لخالقهم، فحقد عليهم اعداؤهم وعذبوهم عذابا شديدا، حيث حفروا لهماخدوداً في الارض ثم أضرموا فيه النار، ثم ألقوا بهم فيهاوهميتسلون بمشاهدتهم وهم يحترقون. انها قصة “اصحاب الاخدود” التي حكاها لنا القرآن الكريم باسلوبه البليغ المؤثر. وقداختلف المفسرونفيهم فقد ذكرالامام محمد سيد طنطاوي شيخ الازهرالشريف في قصة اصحاب الاخدود وتوضيح معاني ودلالات هذه الآيات الكريمة. فيقول: اصحاب الاخدود هم قوم من الكفار السابقين، حفروا حفرا مستطيلة في الارض ثم اضرموها بالنار، و ألقوا فيها المؤمنين الذين خالفوهم في كفرهم. وأبوا إلا الاخلاص و العبادة لله تعالى وحده لاشريك له.. وقد اختلف المفسرون ايضاً في اهل هذه القصة.. فعن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه أنهم من اهل فارس حين أراد ملكهم تحليل زواج المحارم، فامتنع عليه علماؤهم فعمد الى حفر اخدود، فقذف فيه من انكر عليه ذلك وقيل انهم كانوا قوما من اهل اليمن، اقتتل مؤمنوهم ومشركوهم، فتغلب مؤمنوهم على مشركيهم. ثم اقتتلواثانية فغلب المشركين المؤمنين. فحفروا لهم الاخاديد، وأحرقوهم فيها. والبروج هي القصور العالية الشامخة، والمراد بها هنا المنازل الخاصة بالكواكب السيارة، ومداراتها الفلكية الهائلة وهي اثنا عشر منزلا:هي الحمل، والثور، والجوزاء، والسرطان والاسد، والسنبلة، والميزان، والعقرب، والقوس، والجدي، والدلو، والحوت.. وسميت بالبروج لأنها بمنزله المنازل بالنسبة لهذه الكواكب وكالمنازل لساكنيها.. والمراد باليوم الموعود هو يوم القيامة لأن الله تعالى وعد الخلق به ليجازي فيه الذين أساءوا بما عملوا ويجازي الذين أحسنوا بالحسنى.. اما “الشاهد” فهو يوم القيامة ايضاً.. و”المشهود” هو ما يشاهد في ذلك اليوم الرهيب من أهوال يشيب لها الولدان. ومعنى هذه الآيات كما يوضح الدكتور طنطاوي ان الله عز وجل أقسم بحق السماء ذات البروج، وحق اليوم الموعود، وحق الشاهد والمشهود بانه قتل ولعن اصحاب الاخدود، وطردهم من رحمته بسبب كفرهم وبغيهم حيث كانوا يحفرون الاخدود، ويلهبون فيه النار ويلقون فيه بالمؤمنين، ويجلسون على حافات الاخدود ليروهم وهم يحرقون بالنار بقصد التشفي منهم، وهذا غاية القسوة والظلم ودليل على سواد قلوبهم وخلوها من أي رحمة او شفقة. وقوله سبحانه: “وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد، الذي له ملك السماوات والارض والله على كل شيء شهيد”.. دليل على ان هؤلاء الكافرين ما كرهوا المؤمنين، وما أنزلوا بهم ما أنزلوا من عذاب الا لشيء واحد، وهو ان المؤمنين اخلصوا عبادتهم لله تعالى صاحب العزة التامة والحمد المطلق، والذي له ملك جميع من في السماوات والارض، وهو سبحانه على كل شيء شهيد ورقيب لا يخفى عليه أمر من أمور العبادة ثم بين الله سبحانه وتعالى ما أعده للمؤمنين والمؤمنات من ثواب عظيم وعطاء كريم فقال: “(ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجرى من تحتها الانهار ذلك هو الفوز الكبير”). ومن ابرز العظات والعبر التي نأخذها من هذه القصة ان هذه الحياة قد جعلها الله تعالى نزاعا موصولا وصراعا دائما بين أهل الحق واهل الباطل، الى يوم الدين...............
| |
|